يُعد أكواريوم دبي واحدًا من أكبر الأكواريومات في العالم، حيث يجذب الآلاف من الزوار يوميًا لرؤية مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية الغريبة والمذهلة. لكن ما لا يعلمه الكثيرون هو حجم الجهد والتخطيط الذي يتم خلف الكواليس لضمان سير العمليات بسلاسة والحفاظ على حياة هذه الكائنات.
عند أخذ جولة خلف الكواليس، يبدأ الزوار في إدراك التعقيد الذي ينطوي عليه إدارة مثل هذا المرفق العملاق. في البداية، هناك فرق من المختصين يعملون على مدار الساعة لضمان استقرار بيئة المناخ الدقيقة والتي تحتاج إليها الأسماك والشعاب المرجانية والنباتات البحرية. تقنيات التحكم في الأنظمة الحيوية المتقدمة تلعب دورًا مهمًا هنا، حيث يتم التحكم في مستويات الحرارة، والملوحة، والإضاءة لتتناسب مع بيئات كل نوع مختلف من الكائنات البحرية.
ومن ضمن العمليات التي يتم القيام بها يوميًا هي إعداد الطعام؛ حيث يتوجب على الفريق تجهيز غذاء متنوع ومناسب لكل نوع من الأسماك. بعض الأنواع تحتاج إلى بروتينات بحرية خاصة، بينما تحتاج أخرى إلى نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن. يتم إعداد هذه الوجبات بدقة، ويتم تقديمها في الأوقات المحددة لتجنب أي اضطرابات غذائية قد تؤثر على صحة الكائنات.
الأكواريوم مذوّد أيضًا بفريق طبي متخصص لتقديم الرعاية الصحية اللازمة ضمن بيئة مجهزة تمامًا لإجراء الفحوصات والعلاجات. تشمل هذه الرعاية تفقد حالة الأسماك بانتظام لاكتشاف أي علامات على الأمراض أو الإجهاد، إلى جانب تقديم الرعاية اللازمة عند الضرورة.
أما على صعيد المحافظة على البيئة البحرية، فإن الأكواريوم لا يقتصر دوره على عرض الكائنات البحرية فحسب، بل يسهم أيضًا في عمليات الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض. يتم إطلاق واستعادة العديد من الأنواع النادرة ضمن برامج متخصصة تهدف إلى إعادة إحياء الشعاب المرجانية واستعادة التوازن البيئي البحري.
من خلال هذه الجولة، يدرك الزوار الجهد المبذول في الحفاظ على هذه البيئة البحرية المصغّرة، كما يكتسبون فهمًا أعمق للأهمية البيئية لمثل هذه المشاريع. العمل الجماعي والابتكار المستمر هما الركيزتان اللتان تدعمان نجاح أكواريوم دبي، مما يجعله نموذجًا رائدًا في عالم العروض البحرية والترفيه التعليمي.